استشارتك القانونية في الوقت المناسب لك وخلال دقائق.
احجز الآن←تم تحديثه في August 19, 2025
تُعتبر جريمة التشهير من القضايا البالغة الأهمية في المملكة العربية السعودية نظرًا لتأثيرها السلبي العميق على الأفراد والمجتمع. وتأتي التشريعات السعودية متماشية مع تعاليم الشريعة الإسلامية التي تحرص على حماية كرامة الإنسان وصون سمعته من أي اعتداء أو إساءة.
وفقاً للنظام السعودي لمكافحة الجرائم المعلوماتية، يُعرف التشهير بأنه كل فعل ينطوي على نشر معلومات أو أخبار أو إشاعات كاذبة أو مضللة تهدف إلى إلحاق الضرر بسمعة أو كرامة أو مكانة شخص معين أو مجموعة من الأشخاص. يتجسد التشهير في عدة أشكال، منها النشر عبر وسائل الإعلام التقليدية أو الإلكترونية، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
في المملكة العربية السعودية، يتباين نطاق قضايا التشهير حسب الأساليب والأنواع، وأكثرها شيوعًا وأهمية تشمل:
استخدام وسائل الإعلام أو الإنترنت لنشر معلومات شخصية حساسة تهدف إلى تشويه سمعة الأفراد أو ابتزازهم للحصول على مكاسب معينة.
إنشاء ونشر محتوى مرئي مزيف أو محرف عن الأشخاص لإلحاق الضرر بسمعتهم أو الإضرار بعلاقاتهم الشخصية والمهنية.
تسجيل محادثات شخصية دون موافقة الطرف الآخر واستخدام هذه التسجيلات كأداة للابتزاز أو الإساءة إلى الشخص المستهدف.
اختلاق ونشر أخبار كاذبة عن الأشخاص بنية الانتقام منهم، مما يؤدي إلى تشويه سمعتهم وإلحاق الأذى النفسي والمعنوي بهم.
نشر تعليقات تهكمية أو سلبية تفتقر إلى الموضوعية عن الأفراد عبر وسائل الإعلام أو الإنترنت، مما يؤدي إلى إلحاق ضرر بسمعتهم وشخصيتهم.
نشر تغريدات أو منشورات تهدف إلى تشويه سمعة الحكومة أو مسؤولين حكوميين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤثر سلبًا على مكانتهم العامة.
نشر معلومات أو شائعات تسعى إلى تقليل من قيمة أو مكانة الموظفين في مؤسساتهم، سواء كانوا في القطاع الحكومي أو الخاص، بقصد تشويه سمعتهم المهنية والاجتماعية.
تعتبر جريمة التشهير في النظام السعودي من الجرائم الخطيرة التي تُعنى بحماية سمعة الأفراد وكرامتهم. ولكي يُعاقب الفاعل على جريمة التشهير، لا بد من توافر الأركان الأساسية المتمثلة في الركن المادي والركن المعنوي، على النحو التالي:
يتألف الركن المادي من ثلاثة عناصر: الفعل، النتيجة، والرابطة السببية بين الفعل والنتيجة.
يتجسد الفعل في نشر معلومات أو بيانات أو أسرار تتعلق بشخص معين، بهدف الإساءة إلى سمعته والإضرار به نفسيًا ومعنويًا وماديًا. يتم ذلك عبر وسائل مختلفة مثل الإعلام التقليدي، أو الإنترنت، أو وسائل التواصل الاجتماعي.
تتجلى النتيجة في حدوث أضرار للمجني عليه نتيجة هذا الفعل. إذا لم يعلم الشخص المستهدف بعملية التشهير، أو لم تصل إليه المعلومات المسيئة، فإن النتيجة الجرمية لا تتحقق وبالتالي يسقط الركن المادي للجريمة، مما يؤدي إلى عدم تحقق العقاب.
ينبغي أن تكون النتيجة الجرمية، وهي الضرر الواقع على المجني عليه، ناتجة بشكل مباشر عن فعل التشهير. إذا كانت الأضرار ناتجة عن أسباب أو ظروف أخرى غير فعل التشهير، فإن الرابطة السببية تنتفي، وبالتالي لا يمكن اعتبار الفعل جريمة تشهير.
يجب أن يكون الشخص الذي يقوم بفعل التشهير على علم بأن ما يقوم به يُعد جريمة أو فعلًا يعاقب عليه النظام. بمعنى آخر، أن يكون الفاعل مدركًا للأثر القانوني والضرر الناتج عن فعله ومع ذلك يمضي قدمًا فيه.
يعني أن الفاعل كان يقصد بشكل واضح إلحاق الضرر بالمجني عليه. فالنية الجرمية تكون واضحة عندما يتعمد الشخص نشر العيوب أو المثالب عن الآخر بقصد الإضرار به، على عكس من يقوم بتقديم نصح صادق لأحد الأصدقاء أو الأقارب بخصوص شخص معين.
إن رفع قضية التشهير يتطلب تحقيق مجموعة من الشروط التي تضمن جدية الدعوى وصحتها قانونياً. هذه الشروط تتضمن الشروط العامة المعتادة في معظم القضايا بالإضافة إلى شروط خاصة تتعلق بطبيعة التشهير. وفيما يلي تفصيل لهذه الشروط:
يجب أن يكون المدعي هو الشخص الذي وقع عليه فعل التشهير أو وكيله القانوني. في حالة كان المدعي قاصرًا أو مجنونًا، يقوم وليه أو النائب القانوني برفع الدعوى نيابة عنه.
يجب أن تتوفر مصلحة مشروعة للمدعي في رفع الدعوى، بمعنى أن التشهير يجب أن يكون قد ألحق ضررًا بالمجني عليه. إذا لم تكن هناك مصلحة حقيقية وملموسة، كأن يكون التشهير معروفًا على نطاق واسع ولم يؤثر فعليًا على المجني عليه، يمكن دحض الدعوى.
يجب أن يكون المدعي بالغًا راشدًا. إذا لم يكن كذلك، يقوم وليه أو وصيه القانوني برفع الدعوى نيابة عنه.
يجب على المدعي جمع الأدلة التي تثبت وقوع التشهير. إذا كان التشهير قد حدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة إلكترونية أخرى، يتوجب على المدعي الاحتفاظ بنسخة من الرسالة أو المنشور لتقديمها كدليل أمام القضاء.
في حال وقوع التشهير بشكل شفهي بين الناس، يجب على المدعي إحضار شهود للإدلاء بشهادتهم حول الحادثة لتقديمها كدليل.
وفقًا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية الصادر من هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، تتضمن عقوبة التشهير الآتي:
عقوبة نشر المعلومات الشخصية هي السجن مدة لا تزيد على أربع سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين استناداُ لنص المادة رقم (5) من نظام مكافحة جرائم المعلوماتية
سواء كان التشهير عن طريق مقاطع مزيفة، تغريدات مسيئة أو تسريب معلومات خاصة، النظام في المملكة يحميك ويضع عقوبات رادعة. ومن خلال شورى، يمكنك أن توكّل محامي يشرح لك مسار الدعوى، يقدّم الأدلة أمام المحكمة، ويطالب بحقك وفق الأنظمة السعودية.
تمثل جريمة التشهير وتشويه السمعة اعتداءً صارخاً على حقوق الأفراد وكرامتهم في المجتمع السعودي. لذا، حرصت الأنظمة السعودية على تجريم هذه الأفعال ووضع عقوبات رادعة لها، انطلاقاً من حرص الشريعة الإسلامية على حفظ كرامة الإنسان وسمعته.
مع التطور المتسارع في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي، أصبح من الضروري تعزيز الوعي القانوني بمفهوم التشهير وعواقبه، والالتزام بالضوابط الأخلاقية في التعبير عن الرأي. فحرية التعبير مكفولة في حدود عدم المساس بحقوق الآخرين وسمعتهم.
مقال مشابه: عقوبة السب والشتم والقذف في أنظمة المملكة العربية السعودية
الغرامة في جرائم التشهير تكون بمبلغ لا يتجاوز 500,000 ريال سعودي. هذا يعتمد على تقدير المحكمة والظروف المحيطة بالقضية.
يكون التشهير جريمة إذا ما توافرت الأركان اللازمة له سواء المادية أو المعنوية، بحيث يتم نشر أخبار تتعلق بالمجني عليه، تؤدي إلى إلحاق الضرر به مادياً ومعنوياً، بحيث يتداولها جمع كبير من الناس، ويتم اشتهارها في الأوساط الاجتماعية.
المصادر
نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية - هيئة الخبراء بمجلس الوزراء
شورى هي منصة إلكترونية تعنى بتقديم الاستشارات والخدمات القانونية من خلال ربط نخبة من المحامين المرخصين من وزارة العدل السعودية مع طالبي الخدمات القانونية، وهي منصه مرخصه بموجب سجل تجاري رقم 4650222665
مقالات اخرى
October 6, 2025
ما هو حصر التركة؟ الإجراءات، المستندات المطلوبة، وكيفية تقديم الطلبيُعد نظام التركات والإرث من أهم أبواب الفقه والقانون لما يتضمنه من أحكام متعلقة بالحقوق المالية والذمم الشرعية للمتوفى. ولأهمية هذا الموضوع، وضع النظام القضائي في المملكة العربية السعودية حصر التركة كوثيقة أساسية تُستعمل لتحديد جميع الأموال والممتلكات الخاصة بالمتوفى، تمهيداً لتوزيعها بين الورثة أو سداد ديونه.
قراءة المقال
September 29, 2025
كل ما يخص الشرط الجزائي في العقود وفق نظام المعاملات المدنية السعودييُعد الشرط الجزائي من أهم الوسائل القانونية التي تهدف إلى ضمان تنفيذ الالتزامات العقدية، حيث يُتفق عليه مسبقاً بين الأطراف لتعويض الضرر الناتج عن الإخلال بالعقد، سواء بالتأخير أو بعدم التنفيذ. وقد أولى نظام المعاملات المدنية السعودي (الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/191 بتاريخ 29/11/1444هـ) أهمية خاصة لهذا الشرط، باعتباره وسيلة لتحقيق العدالة العقدية ومنع المماطلة.
قراءة المقال
October 2, 2025
مفهوم الدعاوى اليسيرة وإجراءات نظرها أمام المحاكم التجارية والعماليةحرصت الأنظمة القضائية في المملكة العربية السعودية على إيجاد آليات سريعة وفعّالة للفصل في المنازعات المالية الصغيرة، وذلك لتخفيف العبء على المحاكم العامة من جهة، ولضمان سرعة الفصل في القضايا التي لا تستدعي إجراءات مطوّلة من جهة أخرى. ومن هنا برز نظام الدعاوى اليسيرة، وهي الدعاوى المالية التي تقل قيمتها عن (50,000) ريال، والتي تتسم بإجراءات مبسطة ومدة قصيرة للفصل فيها.
قراءة المقال
September 26, 2025
ما هو الإقرار الضريبي: أنواعه، ماذا يتضمن، من الملزم بتقديمه وكيف يٌقدم؟يُعتبر الإقرار الضريبي أداة محورية في النظام المالي الحديث، حيث يُلزم المكلفون ضريبياً بتقديم بيانات دقيقة وشاملة عن دخلهم أو معاملاتهم المالية خلال فترة زمنية محددة، تمهيداً لاحتساب الضريبة المستحقة وسدادها. ويُعد الإقرار الضريبي في جوهره التزاماً قانونياً ووسيلة رقابية تُمكّن السلطات الضريبية من ضمان الامتثال والشفافية في الأنشطة الاقتصادية.
قراءة المقال