الإجراءات القانونية لرفع دعوى عضل في النظام السعودي وشروط القبول

تعد قضايا العَضْل من القضايا الشرعية والاجتماعية المهمة والمتواجدة في كل مجتمع، ودائماً ما تتمحور حول منع المرأة من الزواج بالكفء الذي ترغب به دون سبب شرعي مقبول. وبلا شك أنه يُعدّ هذا التصرف ظلمًا للمرأة، وقد نهى عنه الإسلام بشكل قاطع. 

في حال واجهتِ منعاً من الزواج دون مبرر شرعي، يمكنك من خلال تطبيق شورى استشارة محامي متخصص في قضايا الأحوال الشخصية والعضل، ليوضح لك المسار النظامي الصحيح لرفع دعوى العَضْل، مع متابعة الدعوى لحفظ حقك الشرعي والقانوني.

تعريف العَضْل:

عُرف العَضْل بأنه منع وليّ المرأة من تزويجها بالكفء الذي ترغب به دون مسوّغ شرعي أو نظامي، سواء كان الأب، أو الأخ، أو غيرهم من الأولياء المنصوص عليهم نظاماً. والدليل على تحريم العَضْل هو ما جاء في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: “فَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحۡنَ أَزۡوَٰجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوۡاْ بَيۡنَهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ” (البقرة: 232). 

ولكن دائما نتساءل عن ماهية الأسباب التي تؤدي للعَضْل؟

تتعدد الأسباب التي تدفع بعض الأولياء إلى منع المرأة من الزواج، ومن أبرزها:

• التحكم والسيطرة: حيث يرى بعض الأولياء أن لهم حق التصرف المطلق في حياة المرأة.
• المصالح المادية: كمنعها من الزواج للحفاظ على راتبها أو ميراثها.
• الأعراف والتقاليد: بعض العائلات ترفض تزويج بناتها خارج القبيلة أو تضع شروطًا غير مبررة.
• الحقد أو الخلافات الشخصية: قد يمنع الولي الزواج بسبب خلافات شخصية مع المتقدم.
•  عدم الاقتناع بالكفء دون مبرر شرعي: رغم توفر شروط الزواج المقبولة شرعًا.

مقال مشابه: نظام المرافعات الشرعية السعودي وأهم مواده

 الأحكام الشرعية المتعلقة بالعَضْل والاثار المترتبة على حدوث عَضْل تجاه المرأة من قبل وليها:

• تحريم العَضْل: يتفق العلماء على أن العضل محرم، وأنه من الظلم الذي نهى عنه الشرع.
• حق المرأة في رفع دعوى عضل: إذا تعرضت المرأة للعضل، فلها الحق في اللجوء إلى المحكمة الشرعية لرفع الضرر عنها.
• إسقاط ولاية الولي العاضل: إذا ثبت أن الولي يعضل المرأة بغير سبب شرعي، تنتقل الولاية إلى القاضي الشرعي، وهو الذي يزوّجها. 

هل يمكن أن يتم تزويج المرأة المعضولة بأمر المحكمة؟ 

نعم. حيث يمكن للمرأة المتضررة من العَضْل تقديم دعوى في المحكمة، ويتم النظر فيها وفق الضوابط التالية: 

1. تقديم دعوى العَضْل إلى المحكمة.
2. استدعاء الولي وسماع دفوعه.
3. إذا ثبت العَضْل، يُنقل التزويج إلى القاضي الشرعي.

 ومن الجدير بالذكر أنها قد شهدت الأنظمة في المملكة تطورًا لحماية المرأة من العضل، حيث أصدرت وزارة العدل توجيهات لتسهيل نظر قضايا العضل، وتمكين المرأة من حقها في الزواج. 

ما هي شروط رفع دعوى عضل؟

لكي تُقبل دعوى العضل أمام المحكمة، يجب توفر الشروط التالية:

1. .بلوغ المرأة سن الزواج (غالبًا ما تُقدر المحكمة البلوغ العقلي والجسدي).
2.  2.وجود ولي شرعي يرفض تزويجها. 
3. 3.تقدُّم خاطب كفء شرعًا ومجتمعيًا (من ناحية الدين والأخلاق والمقدرة المالية والاجتماعية). 
4. 4.ثبوت رفض الولي للخاطب دون مسوغ شرعي أو سبب مقنع (مثل ضعف الدين أو سوء الخلق لا بد أن يكون مبررًا موثقًا). 
5. 5.إثبات المرأة رغبتها بالزواج من ذلك الخاطب برضاها الصريح.
6.  6.عدم وجود مانع شرعي آخر للزواج. 

ما هي إجراءات رفع دعوى العضل؟

1. تقديم صحيفة الدعوى عبر بوابة “ناجز” التابعة لوزارة العدل السعودية.
2. الدخول إلى بوابة ناجز.
3. اختيار “صحيفة دعوى جديدة”. 
4. تحديد نوع الدعوى “دعوى عضل”.
5. إدخال بيانات أطراف الدعوى والوقائع والطلبات.
6. إرفاق المستندات الداعمة (مثل إثباتات رغبة الخاطب، الهوية، رسائل الرفض من الولي إن وجدت…). 
7. تحديد موعد للنظر في القضية في محكمة الأحوال الشخصية.

ماذا بعد رفع دعوى العضل (إجراءات المحكمة) 

تمر دعوى العضل في المحكمة بهذه المراحل:

1. المحكمة تفصل في النزاع بين الولي والمرأة: إذا ثبت تعسف الولي وعدم وجود مسوغ شرعي، يُسقط القاضي ولاية الولي. تنتقل الولاية إلى القاضي الشرعي أو إلى ولي آخر (مثل العم أو الأخ). 
2. تولي القاضي مباشرة عقد الزواج: إذا كانت المرأة راغبة والخاطب كفء، يقوم القاضي بعقد الزواج بنفسه أو يوكّل من يزوجهما. وفقًا للمادة (33) من اللائحة التنفيذية لنظام الأحوال الشخصية.
3. توثيق الزواج رسميًا: يُصدر صك الزواج من المحكمة. يتم إدخاله في السجلات الرسمية (الأحوال المدنية).

كم تستغرق قضية العضل في المحكمة؟

تفصل الدائرة في دعوى العضل المحالة إليها خلال 30 يوماً ولا يؤجل نظر الدعوى عن الموعد المقرر لها إلا عند الضرورة؛ مع بيان سبب التأجيل في محضر القضية ولمدة لا تزيد عن عشرة أيام، ولا يجوز التأجيل لذات السبب أكثر من مرة.

ماهي الآثار السلبية للعَضْل؟

• ظلم المرأة وحرمانها من حقها الشرعي في الزواج.
• تفشي العنوسة وزيادة المشكلات الاجتماعية.
• تعقيد العلاقات الأسرية وخلق مشاحنات بين أفراد العائلة. 
• إضعاف ثقة المرأة بنفسها وبالمجتمع.

استشارة قانونية في قضايا العضل خلال تطبيق شورى

استشارة محامي الأحوال الشخصية من تطبيق شورى تمنحك فهماً دقيقاً لحالتك، وهل تُعدّ فعلاً من قضايا العَضْل أم لا، بدءًا من الإستشارة القانونية، إعداد صحيفة الدعوى وصياغتها، وحتى متابعة الجلسات والمرافعة لحصولك على حقك الشرعي في الزواج.

وفي الختام

قضايا العَضْل من المشكلات التي تحتاج إلى وعي مجتمعي وإصلاح قانوني مستمر ودائم، فالزواج حق شرعي للمرأة، ولا يجوز لأي شخص حرمانها منه دون مسوغ شرعي او نظامي. من المهم أن تتضافر الجهود الشرعية والقانونية والمجتمعية لحماية حقوق النساء وضمان العدالة لهن.

اقرأي أيضاً: الفرق بين الطلاق والخُلع وفسخ النكاح في نظام الأحوال الشخصية في المملكة العربية السعودية

بعض الأسئلة الشائعة عن رفع دعوى العضل

متى تُرفض قضية العضل؟

تُرفض قضية العضل من قبل المحكمة إن تبين لها أن ولي المرأة يملك سبب وجيه لرفض تزويجها ممن ارتضت به، مثل سوء السمعة أو غير ذلك من الأسباب.

هل قضية العضل عقوق؟

لا، لا تُعدّ قضية العضل من عقوق الوالدين، إذ إنها تتعلّق بحق شرعي أصيل كفلته الشريعة الإسلامية، وأقرّه أيضًا نظام الأحوال الشخصية.

ما هي عقوبة العضل في السعودية؟

لا توجد عقوبة ولكن تُنقل ولاية المرأة المعضولة ممن عضلها وتتولى المحكمة تزويج المرأة المعضولة بطلب منها أو من ذي مصلحة، وللمحكمة نقل ولايتها لأي من الأولياء لمصلحة تراها.

ما هو حكم العضل في نظام الأحوال الشخصية؟

نصت المادة المادة التاسعة عشرة أنه:

"إذا تعذر حضور ولي المرأة أو تعذر تبليغه؛ فتنقل المحكمة بناءً على طلب المرأة ولاية التزويج إلى الولي الذي يليه."

أما المادة العشرون فنصت على:

"إذا منع الولي -ولو كان الأب- موليته من الزواج بكفئها الذي رضيت به؛ تتولى المحكمة تزويج المرأة المعضولة بطلب منها أو من ذي مصلحة، وللمحكمة نقل ولايتها لأي من الأولياء لمصلحة تراها، أو تفويض أحد المرخصين -وفق الأحكام النظامية- بإجراء العقد."

المصادر

نظام الأحوال الشخصية - هيئة الخبراء بمجلس الوزراء