استشارتك القانونية في الوقت المناسب لك وخلال دقائق.
احجز الآن←تم تحديثه في August 5, 2025
يُعد نقض الحكم من الوسائل النظامية الهامة للطعن بالأحكام النهائية، ويُقصد به مراجعة المحكمة العليا للحكم المطعون فيه، للتحقق من مطابقته لأحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة المراعية، لا سيما من حيث سلامة التطبيق وصحة الإجراءات. وتأتي أهمية هذا الطعن في كونه لا يتناول وقائع النزاع من جديد، بل يركّز على المسائل النظامية والشرعية الخالصة.
وفي هذا المقال، نستعرض المفهوم العام لنقض الحكم، ونوضح أسبابه النظامية ومدته، بالاستناد إلى نظام المرافعات الشرعية المادة (١٩٣)، وذلك لفهم متى وكيف يكون هذا الطريق متاحًا، وما الشروط التي تنظمه.
الطعن بالنقض إجراء دقيق تحكمه شروط صارمة، وقد يكون آخر فرصة لتصحيح الحكم. في تطبيق شورى، محامون متخصصون يقيّمون حالتك القانونية بوضوح، ويقدّمون لك الاستشارة القانونية المناسبة قبل فوات المهلة
بناءً على المادة (193) من نظام المرافعات الشرعية الصادر عن هيئة الخبراء:
نقض الحكم: هو طعن يقدم للمحكمة العليا ضد الأحكام الصادرة من محاكم الاستئناف، ويجوز في حالات محددة، وهي:
يختلف النقض عن الاستئناف من حيث الجهة والوظيفة؛ فبينما يُنظر الاستئناف أمام محكمة الاستئناف التي تملك صلاحية إعادة بحث وقائع الدعوى وتقدير الأدلة من جديد، فإن النقض يُرفع إلى المحكمة العليا التي تنظر فقط في سلامة الحكم من الناحية النظامية، دون أن تتطرق إلى الموضوع.
فالاستئناف هو امتداد للتقاضي من حيث الجوهر، أما النقض فهو رقابة شكلية ونظامية تهدف إلى تصحيح ما قد يقع من مخالفة للنظام أو خطأ في تفسيره أو تطبيقه، وليس لإعادة التقاضي ذاته.
لقراءة بتوسع أكبر: طرق الاعتراض على الأحكام: الاستئناف، النقض، وإلتماس إعادة النظر
يمكن رفع طلب النقض إلى المحكمة العليا في الحالات التي يكون فيها الحكم مشوبًا بعيب نظامي جوهري، ومن أبرز هذه الأسباب:
ويُقصد به أن تكون المحكمة قد حكمت بخلاف النصوص النظامية أو تجاهلت حكمًا واجب التطبيق في الواقعة المعروضة.
مثال: تطبيق مادة لا تسري على نوع الدعوى، أو تجاهل نص نظامي واجب التطبيق
وذلك حين تقوم المحكمة بتفسير غير سليم للنظام، مما يؤدي إلى حكم غير صحيح مثال: تفسير خاطئ لمفهوم "الضرر الموجب للتعويض" أو تحميل النص ما لا يحتمل.
سواء كانت عدم اختصاص نوعي (الموضوع خارج اختصاص المحكمة)، أو مكاني (محكمة غير مختصة مكانياً بنظر النزاع) والنقض هنا يتعلق بعيب في البنية القضائية نفسها.
أي إذا لم تُشكّل المحكمة وفقًا لما يوجبه النظام (مثلاً صدور الحكم من قاضٍ فردي في قضية تتطلب هيئة قضائية)، فيُعد هذا من موجبات النقض.
وهي الإجراءات التي نص النظام صراحة على اعتبارها جوهرية، مثل عدم تبليغ الخصم، أو الفصل في الدعوى دون تمكين الأطراف من الدفاع عن أنفسهم.
إذا شاب الحكم تناقض واضح بين أجزائه، سواء بين أسبابه ومنطوقه، أو بين أجزاء المنطوق ذاته، بما يجعل تنفيذه أو فهمه متعذرًا.
أو أكثر مما طُلب وهذا يُعد خروجًا من المحكمة عن حدود الخصومة.
نصت المادة (193/3) من نظام المرافعات الشرعية على أن:
"مدة الاعتراض بطلب النقض ثلاثون يومًا، ما لم يكن الحكم في المسائل المستعجلة، فتكون مدته عشرة أيام" وعليه، فإن المدة تختلف بحسب نوع القضية وسنُفصل لكم الأنواع كالتالي:
المدة النظامية للطعن بالنقض هي ثلاثون يومًا، وتبدأ من تاريخ تسلُّم صورة الحكم أو من التاريخ الذي يُعد فيه الخصم مبلَّغًا به نظامًا.
المدة النظامية هي عشرة أيام فقط، وتُحسب بذات الطريقة: من تاريخ التبليغ أو التسلُّم.
يجب ان تقدم طلب النقض خلال المدة المحددة فإذا لم يُقدَّم طلب النقض خلال المدة المحددة، يسقط حقك فيه، ويصبح الحكم نهائيًا مكتسبًا للقطعية. والمدة تحسب بالتقويم الهجري وتشمل الإجازات الرسمية، ما لم يرد استثناء صريح. وتُعد من النظام العام، فلا يجوز تمديدها أو تجاوزها باتفاق الخصوم أو قرار المحكمة ويُشترط لقبول الطعن أن يُرفق به مذكرة اعتراض تحتوي على أسباب النقض المحددة.
محامو شورى يساعدونك على تقديم لائحة النقض بشكل نظامي، قبل انقضاء المدة المحددة قانونًا (30 يومًا من تاريخ الحكم). لا تنتظر حتى انقضاء المدة.
وحتى يكون الطعن بالنقض مقبولًا من حيث الشكل، يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط النظامية الجوهرية، نحصر أبرزها فيما يلي:
فلا يُقبل الطعن إلا ممن له صفة ومصلحة قائمة في نقض الحكم، أي أن يكون الحكم المطعون فيه قد أضرّ به بشكل مباشر أو غير مباشر. ويشترط ان تكون المصلحة حالية وحقيقية وليست محتملة أو نظرية.
يجب ان تقدم الطعن بالنقض خلال ثلاثين يومًا من تاريخ التبليغ بالحكم، أو عشرة أيام في القضايا المستعجلة، كما أوضحنا في المادة (193). إذا قُدم الطعن بعد فوات المدة، يُرفض شكلاً دون النظر في أسبابه الموضوعية.
لذلك يشترط أن يكون الحكم نهائيًا وصادرًا من محكمة الاستئناف، فلا يُقبل الطعن في الأحكام الابتدائية أو التي لم تُعرض بعد على الاستئناف. كذلك يجب ألا يكون الحكم قد اكتسب القطعية لمرور المدة أو لعدم الطعن فيه سابقًا.
يجب إيداع لائحة نقض مفصلة توضح الأخطاء النظامية أو الإجرائية التي شابت الحكم، مثل: مخالفة أحكام الشريعة أو النظام، الخطأ في تطبيق النظام أو تأويله، أو وقوع بطلان في الحكم أو إجراءاته واللائحة تُعد جزءًا جوهريًا من الطعن، وبدونها يُرفض الطعن شكلاً.
في بعض الحالات، لا يُقبل الطعن إلا إذا قدّمه محامٍ ممارس أو وكيل نظامي، خاصة في القضايا الحقوقية الكبرى أو التجارية ويشترط أن تكون الوكالة سارية وصحيحة ومصرح بها بالطعن.
إذا كانت الدعوى من القضايا التي تتطلب رسومًا للطعن، يجب سدادها ضمن المدة، وإرفاق ما يثبت ذلك.
مُلاحظة: هذه الشروط شكلية، أي أن المحكمة العليا ترفض الطعن مباشرة عند عدم توفر أحدها دون النظر في موضوع الحكم.
بمجرد قبول الطعن شكليًا، تنتقل المحكمة حينها للنظر في أسباب النقض الموضوعية التي قد تُفضي إلى نقض الحكم أو تأييده.
النقض هو طعن يُرفع إلى المحكمة العليا لمراجعة صحة الحكم من الناحية النظامية والقانونية فقط، دون النظر في وقائع القضية أو الأدلة. المحكمة العليا هنا تتأكد من أن الحكم لم يخالف نصوص النظام أو لم يرتكب خطأ في تفسيره أو تطبيقه، وإذا ثبت وجود خطأ، تُنقض الحكم وتُعيد القضية إلى المحكمة التي أصدرته لإعادة النظر.
أما إلغاء الحكم فيُعنى بإبطال الحكم السابق كليًا أو جزئيًا وإصدار حكم جديد بديل عنه، ويشمل ذلك مراجعة الوقائع والأدلة إلى جانب الجانب القانوني. الإلغاء عادةً ما يصدر من محكمة الاستئناف أو المحكمة العليا إذا كانت مخولة بذلك.
باختصار الفرق الجوهري بينهما هو أن النقض هو رقابة على تطبيق النظام فقط دون إعادة تقييم الوقائع، بينما الإلغاء يشمل مراجعة شاملة للوقائع والنظام معًا واستبدال الحكم. أي ان النقض يعني أن الحكم به خلل نظامي ويحتاج إعادة نظر، والإلغاء يعني أن الحكم غير صحيح جوهريًا ويُستبدل بحكم جديد.
إقرأ أيضاً: ما هي المذكرة الجوابية، وكيف تُكتب بطريقة صحيحة تضمن قبولها؟
للتمييز بين حالتي الطعن بالنقض والالتماس بإعادة النظر، يجب الرجوع إلى نصوص نظام المرافعات الشرعية الصادر من هيئة الخبراء، حيث نظم كل طريق منهما على حدة من حيث الأسباب والشروط والآثار.
وفقًا للمادة (193) من النظام، فإن النقض يُقدم أمام المحكمة العليا لطعن في حكم نهائي صادر من محكمة الاستئناف، ويكون لأسباب تتعلق بـ:
بينما الالتماس بإعادة النظر يُقدَّم أمام المحكمة التي أصدرت الحكم، ويكون وفق المادة (200) من النظام، ولأسباب استثنائية مثل:
تذكر، الطعن بالنقض قد يكون آخر فرصة لحماية حقك، لذا لا يُنصح بخوضه دون استشارة قانونية. عبر تطبيق شورى، يمكنك عرض الحكم على محامي خبير لتقييم الدعوى، ويوضح لك الخيارات المتاحة، ويُعدّ مذكرة نقض مستوفية تعزز موقفك أمام المحكمة العليا.
نقض الحكم ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو وسيلة جوهرية لضمان عدالة الأحكام النهائية ومطابقتها لأحكام الشريعة والأنظمة. وإذا كنت بصدد التفكير في تقديم طعن بالنقض، فمن المهم أن تكون على دراية بشروطه وأسبابه ومدته النظامية. فالطريق إلى المحكمة العليا ليس مفتوحًا للجميع، بل يتطلب أسسًا نظامية واضحة ومحددة. التزامك بهذه المتطلبات هو ما يحدد قبول الطعن من عدمه، وبالتالي استحقاق القضية لإعادة النظر.
يشترط أن يكون الطاعن ذا مصلحة، وأن يُقدم الطلب خلال المدة النظامية، ويُشترط أن يكون الحكم نهائيًا صادراً عن محكمة الاستئناف، وأن يكون سبب الطعن أحد الأسباب المنصوص عليها في المادة (193) من النظام (كمخالفة النظام، الخطأ في تفسيره، عدم الاختصاص… إلخ).
النظام لم يحدد مدة محددة للفصل في طلب النقض، ويخضع ذلك لتقدير المحكمة وسير الإجراءات فيها.
يعني أن المحكمة العليا نقضت الحكم المعروض أمامها وأعادت القضية إلى المحكمة المختصة (غالبًا الاستئناف أو الدرجة الأولى) لنظرها من جديد بحسب ما قررته المحكمة العليا.
لا، طلب النقض لا يوقف التنفيذ إلا إذا أمرت المحكمة المختصة بوقفه وفقًا لما تقضي به المادة (198) من النظام.
يسقط إذا لم يُقدَّم خلال 30 يومًا من تاريخ تسليم صورة الحكم التمييزي للمحكوم عليه، وتقل المدة إلى 10 أيام في القضايا المستعجلة
المصادر
المادة (١٩٣) من نظام المرافعات الشرعية - هيئة الخبراء بمجلس الوزراء
شورى هي منصة إلكترونية تعنى بتقديم الاستشارات والخدمات القانونية من خلال ربط نخبة من المحامين المرخصين من وزارة العدل السعودية مع طالبي الخدمات القانونية، وهي منصه مرخصه بموجب سجل تجاري رقم 4650222665
مقالات اخرى
September 2, 2025
عقد العمل الموحد: دليلك لفهم البنود وكيفية إصداره وتوثيقه عبر منصة قوىيشكّل عقد العمل حجر الزاوية في العلاقة بين العامل وصاحب العمل، فهو الأداة القانونية التي تحدد الحقوق والواجبات، وتنظم سير العمل وتنهي النزاعات المحتملة. وفي إطار سعي المملكة العربية السعودية لتطوير بيئة العمل وتعزيز حماية جميع الأطراف، جاء قرار وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بإقرار "عقد العمل الموحد". حيث لا يمثل هذا العقد مجرد نموذج شكلي، بل هو إطار قانوني موحد يضمن التزام جميع الأطراف بواجباتهم.
قراءة المقال
September 11, 2025
الفرق بين الدفوع الشكلية والموضوعية: كيف يغيّر كل منهما مسار الدعوى؟الدفوع في الدعوى تمثل خط الدفاع الجوهري للمدعى عليه أمام المحكمة، فهي الوسيلة النظامية التي كفلها له المشرع لرد الدعوى أو إبطالها أو الحد من آثارها. وتأتي أهميتها من كونها الضمانة الأساسية لتحقيق التوازن بين طرفي الخصومة، وضمان عدم الحكم بما لا يستحقه المدعي، سواء لعيب إجرائي أو لانعدام الأساس الموضوعي للمطالبة.
قراءة المقال
September 8, 2025
ما هي الفروق الجوهرية بين رد الدعوى ورفض الدعوى وكيفية تفاديهما؟من أكثر ما يثير اللبس لدى المتقاضين هو التفرقة بين حكم رد الدعوى و حكم رفض الدعوى، خاصة أن كلاهما يصدر عن المحكمة ويعني عدم قبول طلب المدعي كما قدمه. لكن الحقيقة أن لكل حكم معنى مختلف تمامًا من الناحية القضائية وينتج عنه آثار قانونية مغايرة؛ فقد يكون الرد لأسباب شكلية تمنع السير في الدعوى، بينما يكون الرفض نتيجة اقتناع المحكمة بعدم أحقية المدعي في موضوعها. لذلك، فإن فهم هذه الفوارق يمكّن المتقاضي من معرفة الخيارات المتاحة أمامه، سواء بإعادة رفع الدعوى أو سلوك طريق الاستئناف أو غيره من طرق الطعن.
قراءة المقال
August 25, 2025
أنواع الطلبات العارضة، شروط قبولها، وأثرها على سير الدعوىفي سير الدعاوى قد تطرأ مسائل جديدة لم تكن مطروحة عند رفع الدعوى الأصلية، وهنا يتيح النظام للخصوم تقديم ما يُعرف بالطلبات العارضة. حيث تمثل هذه الطلبات وسيلة عملية لمعالجة ما يستجد من وقائع أو حقوق مرتبطة بالدعوى، بحيث تنظرها المحكمة مع الطلب الأصلي وتصدر حكمًا واحدًا يغطي جميع الجوانب المرتبطة بالدعوى، مما يقلل الحاجة إلى رفع دعاوى إضافية ويوفر على الخصوم الكثير من الجهد والإجراءات.
قراءة المقال